تُعدّ تونس من الدول المؤسسة لهذه المنظمة الأممية المتخصصة، وقد اضطلعت منذ انضمامها بدور فاعل في دعم التعاون الدولي وتطوير آليات تبادل الخبرات في المجال السياحي، لاسيما مع الدول الإفريقية. كما تشارك تونس بصفة نشيطة في أشغال اللجنة الإقليمية لإفريقيا والمكتب التنفيذي للمنظمة، مؤكدة بذلك التزامها الثابت بتعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء ودفع مسارات التنمية السياحية المستدامة على المستويين الإقليمي والدولي.

تشارك تونس بصفة منتظمة في اجتماعات المجلس الوزاري العربي للسياحة ولجانه الفرعية، وتسهم في أعمال المنظمة العربية للسياحة الرامية إلى تجسيد السياسات والقرارات المشتركة. كما قدمت بلادنا ترشحها لاحتضان لقب "عاصمة السياحة العربية لسنة 2026".

تنخرط الوزارة في أعمال اللجنة الوزارية المتخصصة للبنية التحتية والطاقة والسياحة، إيمانًا منها بأهمية تنسيق الجهود الإفريقية لصياغة استراتيجيات تنموية شاملة، وتعزيز مكانة السياحة كمحرّك للتنمية المستدامة في القارة.

تحرص الوزارة على تمثيل تونس في مختلف الاجتماعات والأنشطة المتعلقة بالتعاون السياحي في الدول الأعضاء، وتسعى إلى ترسيخ حضورها ضمن هذا الفضاء الهام للتعاون الإسلامي.

تولي وزارة السياحة أهمية متزايدة لتطوير التعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وذلك في إطار حماية وتثمين الموروث الثقافي واللامادي المرتبط بالصناعات التقليدية والأنشطة السياحية. وتعمل الوزارة، بالتنسيق مع الهياكل الوطنية المعنية، على المشاركة في المبادرات والبرامج التي تنظمها "الويبو"، خاصة فيما يتعلق بتسجيل المؤشرات الجغرافية وحماية الإبداعات الحرفية، بما يسهم في صون الهوية التراثية وتعزيز القيمة الاقتصادية للمنتوجات المحلية على الصعيدين الوطني والدولي.

تولي الوزارة أهمية كبرى للمشاركة الفاعلة في المنتديات الإقليمية والدولية التي تشكّل منصات استراتيجية لتعزيز التعاون السياحي والاستثماري، على غرار منتدى التعاون العربي–الصيني، ومنتدى التعاون الإفريقي–الصيني، وذلك بالتنسيق الوثيق مع وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج. كما تحرص الوزارة على الانخراط في آلية منتدى طوكيو الدولي لتنمية إفريقيا (TICAD)، التي تمثل فضاءً واعدًا لتعزيز الشراكة اليابانية–الإفريقية، خاصة في مجالات التنمية المستدامة والسياحة البيئية.

وفي نفس السياق، تتابع الوزارة باهتمام متزايد أشغال منتديات التعاون العربي–الأمريكي اللاتيني، التي تتيح فرصًا لتقوية التبادل الثقافي والتجاري والسياحي بين الضفتين، بالإضافة إلى استكشاف آفاق جديدة للتعاون مع الأسواق الصاعدة في أمريكا الجنوبية. وتواصل الوزارة دعم انخراط تونس في هذه الآليات الدولية المتعددة، بهدف تعزيز إشعاع الوجهة التونسية والانفتاح على شركاء جدد في إطار تنمية متكاملة ومستدامة للقطاع السياحي والصناعات التقليدية.